من اجل ثقافة حرة متطورة

كتابات - هيثم محسن الجاسم

تحت شعار من اجل ثقافة حرة متطورة
أقام البيت الثقافي في محافظة ذي قار طاولة حوارية للنهوض بواقع ثقافي أفضل في مقره الكائن بمدينة الناصرية صباح يوم السبت الموافق 12/ك2 /2008 . وتعتبر تمهيدا لوضع برنامج عمل مستقبلي .
وافتتح بكلمة للسيد علي عبد الكريم المدير الإداري للبيت أوضح فيها للحاضرين الخطوط العامة للنشاط الثقافي وحجم الدعم المقدم وتخصيصاته المحدودة دون الطموح والتي وعد بالتحرك على مختلف الجهات بالمحافظة لزيادة التخصيص لتمكين البيت من تقديم مستوى لائق لكل الجهات الثقافية بالمحافظة واحتوائها ورفع قدراتها وتفعيل دورها كلا حسب خطابة ونهجه الفكري والإبداعي . وعبر عن استعداد البيت لتقبل الاقتراحات والمبادرات التي يقدمها المثقفون لتكون خطة عمل مستقبلية . ثم عرض الإعلامي أكرم التميمي الذي أدار الطاولة الشكل العام لبرنامج البيت وما تضمنه من أماسي شهرية على شكل جلسات حوارية أو ندوات ثقافية الخ وفعاليات فصلية كل ثلاثة أشهر كان تكون مهرجان شعري أو ندوة موسعة أو معرض ... ثم المهرجان السنوي القطري برعاية البيت ومشاركة عدد من المحافظات وأكد إن تلك النشاطات سيتولى دعمها وزارة الثقافية وفق برنامج عام للبيوت الثقافية في البلاد.
وعن طاولة اليوم أضاف دعونا نخب من المثقفين المستقلين ليكون الحضور متميزا بالحراك.
وكان أول المتحدثين من الحاضرين الروائي إبراهيم سبتي الذي طرح إشكالية المثقف ومؤسسته وقال ( وزارة الثقافة اسم ليس على مسمى ) . وتساءل عن فائدة الاماسي الثقافية أذا لم تحقق لنا هدفا وضرب مثلا أن تخرج لنا مطبوع وعاد بذاكرته للوراء لأيام التهميش وسياسة الدونية التي عومل أدباء المحافظات بها بالرغم من قوة إبداعهم ونزاهته .
وفي مداخلة للقاص عبد الجبار الحمدي أفاد الوزارة حديثة النشوء واقترح لمعالجة مشكلة طبع نتاج المبدعين ( اقترح أنشاء مطبعة في كل محافظة وبمبالغ رمزية تتحمل الوزراة العبا الأكبر وبذلك يكون الكتاب مضمونا عن طريق الوزراة وعاد ليؤكد مافائدة الوزراة اذا لم تحتويه محافظته .
وعن برنامج البيت الذي عرضه مدير الطاولة يرى الشاعر خالد صبر في مداخلته ان تكون متابعة النشاطات من قبل لجنة خاصة بالبيت وعن موضوعة تبني الوزراة طبع الكتب قال هذه سياسة سائدة بزمن الدكتاتورية وتساءل لماذا هذه البيروقراطية بالطبع مادام لدينا الحرية الثقافية واقترح ان تكون لكل محافظة ميزانية خاصة ومدعومة من قبل المثقفين . أما الشاعر سعد علي مهدي فعبر عن وجعه وتأزمه من حالة الإحباط من موضوع طبع كتب أدباء المحافظات وحالة الاستحواذ الرخيصة من قبل أدباء محددين هم وعطائهم لايمكن ان يطلق عليه أبداع عراقي وقال ( بشكل شخصي طبعت ديواني الأول ب100 نسخة فقط ثم طبعت ديواني الثاني ب20 نسخة فقط وتعذر علي طبع ديواني الثالث . ) .
وعن أمكانية طبع الكتاب خارج البلد تحدث الدكتور صلاح الشمري ومارى معه في طبع كتابه عن على البرا سيكولوجي ونفاذ طبعته السورية الأولى ورغبة موزعة العراقي بتوزيع ألف نسخة بشرط أن يحصل المؤلف على تخفيض خاص .
وفكا لأشكال ثقافي كبير في تحديد المثقف كان لمداخلة الأستاذ فرقد الحسيني مدير منتدى سوق الشيوخ الثقافي أثرا في تحريك جو الطاولة واشتراك الجميع في وضع تعريف له وتعددت الأفكار والتعريفات كلا حسب مرجعيته وثقافته رأى البعض ان المثقف المتلقي للإبداع المنتج وصاحب هذا الرأي خالد صبر وعرف الصحفي هيثم الجاسم المثقف بالموقف من يكون له حصيلة أخلاقية تجعله صاحب فكر ورأي ومن ثم موقف ثابت من كل قضية . بينما رأى أكرم التميمي إن المثقف مبدع وخلاصة مرجعيته .
وعودة لفرقد الحسيني الذي جزم بقوله ( ليس بالضرورة ان يكون المثقف لديه غريزة الإبداع وأكد بان المثقف اليوم يعيش العزلة بالرغم من وجود الانترنيت ولأسباب كثيرة ومنها عدم ودود مرجعية له يستطيع أن يطرح أفكاره وآراءه وضرب مثلا بأحد الجهات أرادت أن تبني منتدى ثقافي لسوق الشيوخ ووجدت أن لامرجعية للمثقفين بينما لمنظف البلدية مرجعته دائرة البلدية ، وهنا ضرب الهدف بالصميم ليحدد أزمة المثقف العراقي بقوله وزارة الثقافة مجرد وزارة تافه على حد قول احد الكتل السياسية ( جبهة التوافق ) واختارت وزيرا يدعو لقتل الإنسان العراقي وهنا الكارثة الكبرى . بينما بعض الدول يختار المثقفون وزير ثقافتهم واختتم نحن نحتاج لتعريف المثقف الحقيقي.
ولابد للإصلاح من محدث وكان للكاتب صباح محسن كاظم رأيا مطولا فيه بدا بسؤال كبير له ، كيف نصلح الواقع الثقافي بالعراق ؟ واستعرض الواقع المعاش بقوله نحن لدينا الجهلة أكثر من المثقفين مستشهدا بكلام الشاعر سعد علي مهدي والقتل والإبادة نتاج ثقافة عمرها طويل ومن أهدافنا السامية بنية ثقافية تنتشل الإنسان العراقي انتشالا ودراسة سيكولوجية له لأننا نمر ألان بنقلة حضارية ونحتاج للتواصل بين الأكاديميين والنخب الثقافية لتشكيل لوبي ثقافي يستطيع زحزحة المفاهيم البالية من المجتمع ودعا للاقتداء والنهل من تجربتهم باليابانيين والألمان لتحقيق نقلة نوعية من الجهل الى التحضر والرقي .ثم عاد لمخاض المثقفين واقع الناصرية المضطرب ( الناصرية تمتلك رصيدا ثقافيا كبيرا يمكن إيصاله لباقي المحافظات وبذلك نستطيع تشكيل لوبي كبير يقوم الثقافة ويضعها على جادة الصواب.
وشعر مدير الطاولة أكرم التميمي بحالة الإحباط التي عرشت على رؤوس المتحاورين وشاركهم إحباطهم بقوله يقود الحركة الثقافية ألان أناس غير مثقفين وطرح سؤالا عن البدائل التي تستطيع النهوض بالحراك الثقافي موضوع الطاولة ؟
في هذا الإطار اقترح الدكتور صلاح وضع ستراتيجية للبيت لاتتلاشى مع الوقت . طلب الحمدي تشكيل كادر لتهيئة برنامج ينظم الاماسي والنشاطات الثقافية للبيت . ولأهمية الطفولة في إرساء قواعد متينة للثقافة وباعتبار ان الثقافة تبدأ من الطفل اقترح رعاية المواهب والميول للشباب .
وأضاف خالد صبر بوجوب الوصول للمتلقي وذلك بإطلاق ندواتنا لمديات أوسع عن طريق الأعلام وطالب بإيجاد لجنة إعلامية تأخذ على عاتقها حشد اكبر عدد من المثقفين للحضور والمشاركة بنشاطات البيت وأوصى بالاستعانة بوسائل الإعلام كالتلفاز والإذاعة .
وحتى لايتهم احد بالجهل أضاف صبر بان الثقافة نخبوية دائما .
وتعتقد الست شذى القيسي من منظمات المجتمع المدني بان الوصول للناس ممكن وعن تجربتها في هذا المجال قالت استطعت عبر مشروع للخياطة لمدة ثلاثة أشهر ان اشرح للمتدربات حقوق المرأة وماتضمن الدستور من كفالة لحقوقها وشرحت للنسوة فائدة تلقيح الأطفال ضد شلل الأطفال ومعلومات كثيرة . واستعنت بمحامين لتنظيم حقوق بعض الأسر واليوم يستلمون رواتب من الحماية الاجتماعية واقترحنا مشروع محو الأمية لكن التربية رفضته وألان نعمل على مشروع دار ثقافة الطفل وهو من استحقاق المحافظة أسوة بباقي المحافظات.
وألان لدي مشروع جمع الأطفال المبدعين في مواهب مختلفة .
وانتهت الطاولة بوضع برنامج تثقيفي يتضمن محاضرات مختلفة منها محاضرة عن حقوق الصحفيين وحمايتهم لممثل الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين وأمسية قصصية للروائي إبراهيم سبتي ودورة تدريب صحفية لبيت الصحافة في الناصرية للإعلامي أكرم التميمي وأمسية شعرية للشاعرين خالد صبر وسعد علي مهدي ومحاضرة للكاتب صباح محسن كاظم ومواضيع أخرى سيبدأ العمل بها بعد واقعة الطف الأليمة لاستشهاد سيد الشهداء وأبا الأحرار الإمام الحسين بن علي عليهما السلام . وأقامت معارض تشكيلية للأطفال . ووافق البيت على تبني واحدة من أربع مسرحيات لمنتدى سوق الشيوخ الثقافي لتقديمها عن طريق البيت الثقافي في محافظة ذي قار.