أنا محبطة يائسة حزينة مما يجري في غزة، وأخاف من النوم، لأنني أرى الكوابيس والأموات والجرحى والدماء في كل مكان في أحلامي، كيف أتخلص من هذه الكوابيس؟ أعينيني يا جدتي أعينيني..
خولة
حبيبتي خولة..
أنت حزينة وأنا حزينة.. وكل من حولنا يشعرون بهذا الشعور الحزين..
ولكن إذ تفكرنا قليلاً في هذا الوضع البائس، هل يعيد الحزن والاكتئاب ما فقدناه من أحبة، هل سيعيد الفرحة إلى قلوبهم..
مستحيل.. فالحزن سيزيد من المشكلة ولن يحلها..
فالعين تدمع والقلب يخشع وإنا على فقد أحبتنا في فلسطين لمحزونون، كما قال حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، فهم إخوتنا وأحبتنا ودماء الإسلام تسري في عروقهم وعروقنا.
وعزتهم من عزتنا.
وفرحهم من فرحنا.
وكرامتهم من كرامتنا.
وأرضهم أرض إسلامية.
ومسجدهم القبلة الأولى لنا ولهم.
ونحن نفرح لاستبسالهم وشجاعتهم، فقد رفعوا رؤوس المسلمين في كل مكان.
فقتلى المسلمين في الجنة، وقتلاهم في النار.
فقد نالوا الشهادة وهي أمل المسلمين وهدفهم من هذه الدنيا، فقد ماتوا لأن أجلهم قد حان، فلو لم يقتلهم يهود كانوا سيموتون، ولكن الله أراد لهم الجنة، فرزقهم الشهادة، لينالوا جنة عرضها السموات والأرض.
وتأكدي حبيبتي أنهم لحظة استشهادهم لا يشعرون بالألم أبداً، فهم يشعرون وكأنهم يوخزون بإبرة فقط، بل نراهم على شاشات التلفزة وهم مبتسمون مستبشرين مطمئنين لوعد الله لهم، فهم يرون مقعدهم من الجنة لحظة استشهادهم، والملائكة تحفّهم مهللة فرحة بمواكب النور التي تصعد إلى السماء، كما أخبرنا رسولنا القائد محمد صلى الله عليه وسلم.
وهم الآن يتمنون لو يعودون إلى الحياة مرة أخرى ويجاهدون ويقتلون، ثم يعودون إلى الحياة أيضاً ويجاهدون ويستشهدون، مما ترى أعينهم من فضل الله لهم.
فهل نحزن لاستشهادهم أبداً، ولكن نحزن للثكالى والأرامل والأيتام، ولكن عندما نتذكر أن الله معهم ولن ينساهم، ترتاح نفوسنا قليلاً.
ولكن هذا لا يعني ألا نمدّ يد المساعدة لهم، ونقول أن الله معهم ونقعد مرتاحي البال.. لا..لا.. علينا مساعدتهم ما استطعنا، والدعاء لهم، ونفرح لفرحهم ونحزن لحزنهم..
ونتفاءل خيراً بنصرهم وعزتهم إن شاء الله تعالى، ونقرأ سورة الفتح كل مساء، على نية النصرة لإخواننا المجاهدين، حينئذ ستذهب هذه الكوابيس والأحلام المزعجة بإذن الله.
اللهم انصرهم وثبت أقدامهم وسدد رميهم ونقّهم من الخونة كما تنقي الثوب الأبيض من الدنس يا قدير.